طرد الصحفي قيس الحرقافي من قناة نسمة بعد انتقاده لسياسة التعتيم الإعلامي

طرد الصحفي قيس الحرقافي من قناة نسمة، على خلفية المقال الذي نشره على صفحات الفايسبوك بتاريخ 17 فيفري 2011
المقال بعنوان "الوضع الإعلامي في تونس على المحكّ" تناول فيه سياسة التعتيم التي تنتهجها وسائل الإعلام في تعاطيها مع الثورة .
تشدّد الحكومة رقابتها على وسائل الإعلام، وقد أصبح تدخّلها مؤخّرا واضحا في صياغة المضامين الإعلامية وتوجيه الإعلام للتعتيم والدعوة إلى التهدئة حتى تجد الوقت الكافي لترتيب بيتها.
بالأمس، نُظّمت حملة إعلامية صوّرت المستقبل ورديّا في تونس بعد ثلاث سنوات أي في سنة 2014، وقد تمثلت الحملة القائمة على الخيال على تصور يوم الأمس أنّه يوم 16 جوان 2014... وأطلقت وسائل الإعلام العنان للخيالات لتصوير مستقبل سياسي واقتصادي واجتماعي وثقافي باهر لتونس


صحيفة لابراس صدرت أمس بتاريخ 16 جوان 2014، فيما تم عرض بعض المشاهد على إحدى القنوات التلفزيونية تصور مدينة القصرين وهي تنعم بالرخاء والإزدهار، ونظّمت فيها مهرجانا هوليوديا يحاكي أفلام الخيال العلمي للتسوق على غرار مهرجان دبي

ومعلوم أنّ الحكومة المؤقتة لم تعلن بعد عن موعد الإنتخابات القادمة، ويشار هنا إلى أنّ الموعد الذي كان مقرّرا للإنتخابات قبل الرابع عشر من جانفي هو سنة 2014، مما يطرح عدّة تساؤلات عن علاقة حملة يوم أمس بتاريخ الإنتخابات المرتقبة... والواضح من وراء هذه الحملة الدعائية هو التسويق لفكرة أنّ سنة 2014 ليست بعيدة، وبأن ما يمكن أن يصوّره الخيال البعيد يمكن تنزيله في الواقع... في تحضير سيكولوجي على ما يبدو لنفسية المواطن التونسي لتقبّل الفكرة دون أي اعتراض

وقد أصدرت الحكومة تعليماتها للقنوات التلفزيونية، بألا تتعرّض لمشاهد المظاهرات والاحتجاجات المتواصلة، بل إنّها تنتهج سياسة التضليل والمغالطة من خلال تصوير بعض المظاهرات على أنّها مظاهرات من أجل الزيادة في الأجور للبعض وتسوية الوضعيات للبعض الآخر... كما طلبت التركيز على مشاهد الفرحة والتضامن... وبدأت تبث ومضات دعائية تدعو للكف عن المطالبة والإنكباب على العمل... حتّى أنّ التقارير الإخبارية عن قوافل الشكر والمساندة التي انطلقت من تونس العاصمة إلى مختلف الولايات كسيدي بوزيد والكاف والقصرين وغيرها... قُدّمت فيها مظاهر الغبطة الفرح، وغيبت فيها مظاهر الإحتجاجات والمطالبة بتحسين الأوضاع الإجتماعية

يذكر أنّ مجموعة من المحتجّين وقفوا أمس أمام مجلس النّواب بباردو، للمطالبة بحلّه وبحلّ مجلس المستشارين وهو مطلب نادى به أيضا أحد النواب مِؤخرا... كما أنّ أعدادا هائلة من أهالي سيدي بوزيد والقصرين تستعدّ للتوجّه للعاصمة تونس للمطالبة بحلّ الحكومة ومجلسي النواب والمستشارين وبحلّ التجمّع الدستوري الديمقراطي

وفي المقابل تعمد وسائل الإعلام إلى تقديم مشاهد القبض على المجموعات المسلحة هنا وهناك وتصور بطولات رجال الأمن في محاولة منها لإقناع المواطنين بحضور الأمن واستتبابه... فيما تعمد نفس الوسائل الإعلامية إلى التعتيم على مجموعة "الحراقة" أو المهاجرين غير الشرعيين الذين حاولوا التسلل إلى ايطاليا واعترضتهم خافرة لحرس السواحل التونسية (الحرية 302) مخلفة 27 ضحية: 5 قتلى و22 مفقودا، ونجا منها 93 شخصا  .
كما تم استبعاد الصحافي سفيان بن فرحات سابقا بسبب هذا التدخل