سوف تشاهدون النيران الحية تطلق على صدوركم العارية وبأوامر صريحة من قبل الجنرال رشيد عمار, فلا تكونوا عاطفيين وغير واقعيين.



ثورة الشباب التونسي من أرقى الثورات المعاصرة لكنها لم تؤتي أوكلها بسبب قلة الخبرة وفرنسا استطاعت تعطيل عجلة الثورة عبر أذرعتها الفرانكفونية في تونس وفرض أجندتها فلا سبيل لاستعادة بوصلة الثورة إلا بعد تعليق جثث العملاء في ساحة الداخلية التونسية احذروا من جموع الوصوليون والمتسلقين وراكبي موجة الثورة وأدعياء مُعارضة النظام

لم تكد تمر ساعات قليلة على هروب طاغية قصر قرطاج - شين العابثين بنعلي - ونجاح الثورة التونسية الغراء, حتى فقد أعداء الشعوب صوابهم وبدأت المطابخ الصهيوماسونية بإعداد المضادات السامة والقاتلة لوئد تلك الثورة التونسية المجيدة في مهدها.
لقد راعهم هروب ذلك الطاغية العتيد مكسوراً مدحوراً أمام الجماهير العربية التونسية منزوعة السلاح, وهالهم أن يروا المصالح الإسرائيلية والمشاريع الفرنكوفونية والتطلعات الصهيوماسونية تتلاشى وتنهار هكذا بدون مُقدمات, فلم يكن أمامهم إلا عرقلة تلك الثورة وإحباط عملها, من خلال تحريك العملاء والأعوان التي زرعتهم فرنسا منذ عقود, وها قد جاء دورهم التآمري التاريخي.وبسبب عفوية الثورة وقلة خبرة الشباب الثائرين فأنهم لم يتموها من خلال تعليق جثث أركان النظام السابق في ساحة الحرية, ولم يتوجهوا إلى السجون كي يخرجوا إخوانهم وأشقائهم, توقفوا عن المرحلة النهائية, عندما سمعوا أن الطاغية قد هرب.وهذا ما جعل محمد الغنوشي وبقية عصابته يتجرأ ويستفز الملايين ويبقى في مكتبه, وكأنه في مأمن تام ولا يشعر بأي خطر داهم, وهذا بسبب عدم بطش الثورة برؤوس النظام. 



وللأسف كلنا بلعنا طعم ما سربته أجهزة المخابرات الفرنسية, بالقول أن زين العابدين بن علي قد أقال رئيس هيئة أركان الجيش التونسي الجنرال التونسي رشيد عمار, بحجة أن الرجل رفض تنفيذ أوامره بإطلاق على المُتظاهرين التوانسة!؟
هكذا سوق الخير وهكذا تقبلناه دون تمحيص أو تأكيد من مصادر موثوقة, بينما الحقيقة أن هذا الجنرال لم يدخل في خلاف مع بن علي, ولم يُقال أصلاً, وبقي في منصبه لحد الآن دون أي مسائلة.
فهذا الرجل هو الذراع الفرنسي الضارب في تونس, وهو من أوفى رجال بنعلي, وهو من أمن خروج الطاغية وزوجته, وهو من حمى بقواته السفارات التي بدأت تعد الطبخات لإفشال الثورة التونسية.

ولو لاحظتم كيفية تدخل قواته الخاصة بعد هروب بنعلي فقد كانت تتحرك مثلما تحركت القوات الأمريكية المُحتلة للعراق, وحمت وزارة النفط العراقية دون عن بقية الوزارات, وتركت المتاحف والآثار تنهب من قبل عصابات أعدها المارينز.
فالجنرال رشيد عمار هو من يحمي السفارة الفرنسية والأمريكية والسعودية وبقية السفارات, وكذلك هو من أمر بحماية قصر نايف بن عبد العزيز في تونس, صديق بنعلي الحميم والذي وفر له قرار اللجوء في جدة.
وهو من يؤمن احتجاز السجناء السياسيين الذين يعتقلهم بنعلي بدون محاكمات عادلة, وهو من يحافظ الآن على حياة الطويغيت محمد الغنوشي والمجرم فؤاد المبزع والسفاح كمال مرجان وبقية العصابة.

نعم فرنسا وحلفائها استطاعت أن تُحيد الثورة ولكن إلى حين, حيث زجت برجالها وأذنابها ليقوموا بدورهم التاريخي الموعود, ولو لاحظتم كيف انكب أتباع الفرانكفونية وخدم الماسونية كـ أحمد نجيب الشابي وأحمد إبراهيم ومفيدة التلاتلي, وغيرهم من الانتهازيين والوصوليين على تشكيل حكومة بنعلية فرنسية مُقنعة.


وليعلم إخوتنا الثوار في تونس أن الجيش التونسي صحيح فيه الكثير من الشرفاء والوطنيون الأحرار, وأن المراتب الدُنيا هم أقرب في توجههم إلى الشعب, لكن زعامات تلك القوات تم رعايتها وتدريبها وقد أرضعت العمالة في باريس, ولن يخذلوا أربابهم بكل سهولة, ولهذا هم الآن يسيرون على الخطة الفرنسية بهدوء وتروي.
وصدقوني لو أنكم تجاوزتم الخطوط الحمراء قليلاً في ثورتكم الغراء, وهاجمتم السفارة الفرنسية مثلاً لطرد السفير الفرنسي, سوف تشاهدون النيران الحية تطلق على صدوركم العارية وبأوامر صريحة من قبل الجنرال رشيد عمار, فلا تكونوا عاطفيين وغير واقعيين.
الواجب عليكم الآن الانتفاض من جديد على بقايا النظام وعلى أتباع فرنسا, وخلع محمد الغنوشي والمبزع وكمال مرجان وبقية الأذرع السامة, وتوجهوا إلى السجون البنعلية الرهيبة وبيضوها, ثم أطلبوا من السفير الفرنسي والسعودي مُغادرة تونس إلى حين استقرار الأوضاع في البلاد, لأن تلكما السفارتان أصبحتا غرفتا عمليات لأزلام النظام البائد, حينها ستكونون فعلاً قد توجتم ثورتكم بأكاليل النصر والتمكين.
أما المُرتزقة والوصوليون والانتهازيون فسوف يملئون الأرض والفضاء بالزعيق والصياح وتسطير البطولات الزائفة, والواجب عليكم فرزهم وعزلهم حتى لا تختطف ثورتكم من قبل هؤلاء المُرتزقة الأنجاس.
فذاكرة الشعوب حية ولا تنسى أعداء الحرية وأتباع الطواغيت, ومن يظن أن ذاكرة الشعب التونسي مثقوبة, فهو واهم وخائب وعلى رأس هؤلاء التعيس محمد الهاشمي الحامدي صاحب بقالة المُستقلة التي تبث من لندن.
فأنا كنت أُتابع هذا المسخ الفضائي الذي لم يترك فرصة إلا وجيرها بالتطبيل والتزمير لصالح الدكتاتورية والاستبداد في تونس والسعودية, وكنتُ أرصده حتى قبيل تلك الليلة المشهودة التي هرب بها سيده الجرذي الفار بن بنعلي, فإذا به مُستميت من أجل ذلك الطاغية, بل لقد ذرف دموع الذل والخيبة, وكان يتصل بأشخاص مُعينين وبأرقام خاصة بحزب التجمع الدستوري التابع لابن علي, لكي يسوق كذبة أن الجماهير التونسية خرجت عن بكرة أبيها مؤيدة لابن علي بعد خطابه الأخير!
بل كان يتيح الحديث لشخصيات تونسية رسمية في حزب التجمع الدستوري تشتم من يكذب تلك المظاهرات المزعومة, والمدفوعة الأجر, وقد شتم أحدهم الشيخ راشد الغنوشي على قناة المُستقلة ووصفه بالحاقد الخبيث لأنه كذب تلك المظاهرات على قناة الجزيرة.


وبقي هذا المُرتزق صاحب قناة المُستقلة مُتشبث بصنمه بن علي, وقد أقرفنا على مدى سنوات وهو يُشيد بحكمة وتواضع وسمو سيده شين العابثين بنعلي, بل لآخر لحظات وهو يتغزل بحنكة بن علي في آخر اتصال شخصي به!
لم يفهم هذه السطحي التافه أن ليس هنالك من يستطيع أن يقف ضد حركة الشعوب إلا وكانت نهايته تعيسة كنهاية محمد الهاشمي, ولذلك فأن شقيقه عادل الحامدي فهم الحقيقة منذ عدة أشهر وأنضم لشعبه, وترك شقيقه الوصولي يخلع أشواكه بأظافره.
شخصياً توقعت أن يرعوي هذا المنافق الحامدي ويستخير ربه, ثم يظهر على الجمهور ليعتذر من الشعب التونسي على مواقفه الغادرة الجبانة, ويعتذر أيضاً من أبناء الحرمين الشريفين لمواقفه الخبيثة المدفوعة الأجر.
وفعلاً فقد غاب محمد الهاشمي بعد أيقين هروب سيده ومثله الأعلى, وقد جرب بنفسه فوجد أن جوال سيادة الرئيس الفار خارج منطقة التغطية, مع أنهُ حاول أن يُكابر في البداية ويجد له حجة من خلال ما ذكر من أن الرئيس لم يُخلع بعد وما يزال في السلطة, وبدى يعزف على تلك الاسطوانة المشروخة التي سقطت خلال ساعات قليلة, حيث تم اعتبار بنعلي مخلوعاً بحكم هروبه, فعادة حالة الكآبة واليأس على مُحيا محمد الحامدي, وغاب أربع وعشرين ساعة, ظننت أنهُ سيخجل من نفسه ويتوب وربما سيُراجع نفسه ويعود إلى صف شعبه ويكفر عما اقترفته يداه الدنيئة وأفكاره المريضة العاشقة لشهوة المال وللسلطة.
لكن لم تمر أربع وعشرين ساعة حتى خرج علينا المُهرج محمد الهاشمي الحامدي بحلة جديدة, وفي عملية انقلاب كوميدية مُضحكة وأطروحة سيكوباتية يُطالب فيها الجمهور بترشيحه للرئاسة التونسية!!!
فأدركت أن هذا المعتوه قد غسل وجهه ومخه بمرق, ولم يعد يعي أنهُ مكروه ومنبوذ من قبل الشعب التونسي, وأن طلته الخبيثة باتت تذكرهم بأيام الطاغية الفار في السعودية التي يستميت في الدفاع عن مُستبديها.
فإلى مزبلة التاريخ يا بنعلي وإلى قمامة جدة يا محمد الهاشمي.
مثل هؤلاء الانتهازيون يجب أن ينتبه لهم الشعب التونسي وأن يفرزوهم جيداً وأن يضعوا لهم قوائم سوداء, كي لا يمرروا أجندهم الخبيثة على بسطاء الشعب التونسي الشرفاء.
إخواني أبناء الشعب التونسي الأشاوس انتبهوا لثورتكم, والتفوا حولها ولا تقعوا ضحية للاطروحات الفرنسية الإقصائية الحاقدة على الإسلام والمُسلمين, في عزل وإقصاء التيار الإسلامي بحجة التطرف, فتقضوا على وحدتكم بتوجيه خارجي مسموم.
والمجد وللخلود لشهداء تونس الأبرار
وعاشت تونس حرة ثائرة أبية عصية.

سعود السبعاني


البريد الالكتروني: alsabaani@yahoo.com