يا أبناء وطني اللائكيين والإسلاميين انتبهوا

انتبهوا أيها السادة إن دعاة اللائكية والمضادين لهم هم في الواقع سواء في ارتكاب المحظور مهما كانت تبريرات هذا أو ذاك في انسياقه في هذا التيارلأن ما يجب أن يعلمه كل واحد في هذا الشق أوذاك ممن كان حريصا منهم على إنجاح مسيرة ثورتنا أنه بمثل هذا التصرف فإنهم يسهمون في إنجاح مخطط تحجيم الثورة الذي تحيكه القوى العاملة على إرجاع البلاد إلى الوراء...
وإن وسيلتهم في ذلك هي تفريق الصفوف وإحداث شرخ إجتماعي سياسي بين القوى التي كانت بالأمس متوحدة حول شعارات الثورة والتي لم يكن من ضمنها اللائكية أوالإسلامية بل الكرامة والديمقراطية والقطع مع ماضي الفساد والإستبداد، فبمثل النفخ في هذا الموضوع وجعله يتصدر إهتمامات الناس سينقسم المجتمع ونجد أنفسنا في نفس الوضعية التي صنعها بن علي في 89 ـ 90 لكن بأشكال أخرى مثل إستغلال محطة إنتخاب المجلس التأسيسي لاصطناع تحالف عريض بين الأحزاب المنبثقة من فلول التجمع وغيرها بما يجعلها تتحكم في المجلس ومن ثمة نكون حيال ثورة مضادة بالديمقراطية والإنتخابات...


انتبهوا أيها السادة فمهما كنتم سواء لائكيون أو إسلاميون فإن كنتم حقا من أنصار ثورة شعبكم كفوا عن هذا وعن تصفية حساباتكم بالإستفزاز المتبادل واهتموا بالقضايا الحقيقية لشعبكم واحبطوا مخططات قوى الردة وابنوا معا الديمقراطية ومؤسساتها وعندئذ أقول عندئذ فقط تكونوا قد خلقتم الأطر المناسبة للجدال في قضايا ربما أخطر من اللائكية والإسلام، أما الخوض حاليا في هذا الموضوع وتنظيم مسيرات له وفي هذا الظرف الذي تمر به بلادنا هو التخريب بعينه ومهما كانت التبريرات فنحن جميعا مواطنون محكوم علينا أن نتعايش تحت سقف واحد وعلينا مهام فيها أولويات وأولى هذه المهام اليوم هو الوصول بثورة شعبنا وبدماء شهدائنا إلى شاطئ الأمان وإن أي محاولة لحرف هذه المسيرة عن اتجاهها هو عين الانحياز إلى أعداء الثورة حتى لو كان عن حسن نية أو لتحقيق انتصارات حزبية مقيتة،،، اللهم إنني قد بلغت.