يا جيشنا هذا إعتراف بالجميل


في عهد بن علي الهارب حتّى يجد نفسه ، فجأة و بدون سابق إنذار ، في واجهة أحداث جسيمة تعصف بالبلاد نتيجة لفساد النظام الذي كان مجعولاً لخدمة نفسه و بعض الأشخاص .

و عمّت الفوضى في البلاد و وجد الجيش (المتواجد على الميدان ..) نفسه أمام موقف تاريخي, إمّا بقمع المظاهرات و ارتكاب مجزرة في حق الشعب الذي كان يعاني الأمرين من رجال الأمن أو الوقوف بجانب شعبه...

و فعلا اختار جيشنا البطل ، أن يضحّي بنفسه في سبيل حقن دماء شعبه متحمّلا كلّ المخاطر التي في الحسبان و عصيانه لأوامر الديكتاتور بن علي حين أمره بقصف القصرين بالطائرات ، و كلنا يذكر أول أيام الثورة في القصرين كيف كان المتظاهرين العزل يحتمون خلف الجيش خوفا من بطش رجال الأمن الذين كانوا يطلقون الرصاص الحي عليهم ,لقد وقف جيشنا وكوادره الشابة بجانبهم و ساندوهم حتى هروب الطاغية.

و بعد السّقوط تحمّل الجيش الوطني كلّ أعباء البلاد ، من حفظ للحدود ، و حفظ للأمن ، و حراسة لمؤسّسات الدّولة ، و تنظيم لحركة المرور ، و نجدة المواطنين ، و تتبّع عصابات بن علي المسلّحة ، و إيقاف الفاسدين الفارّين للخارج.

و أذكر حادثة جدت بصفاقس يوم 12 جانفي قصها علي أحد الأصدقاء و كان الوضع آنذاك على أشده وعدد المتظاهرين يفوق السبعون ألفا يريدون التهجم على البنك المركزي و مقر الولاية لكن و بحنكة ضابط شاب يدعى "الميساوي" و بطريقة حضارية إستطاع امتصاص غضب المحتجين حين طلب من جنوده عدم المساس بهم و التحاور معهم و كان المشهد فعلا غايةً في الروعة "المتظاهر "و "الجندي "يتبادلان العناق والقبلات و لا تسمع إلا كلمة "يحيا الجيش-يحيا الجيش"

فهل من رد للإعتبار لجيشنا و ضباطه الشباب أصحاب الكفائات العليا لتحمل المسؤولية و استلام المشعل من هؤلاء المسؤولين الكبار في السن اللذين هرموا و انتفخت جيوبهم و لم يقدموا شيئا لبلادنا